الثلاثاء، 22 مارس 2016

قصيدة (وصف الرجال) للشاعر أحمد بن عطيه الغامدي المجند في الجيش الأردني



هو الشاعر البدوي الحجازي احمد بن عطيه الغامدي غادر وطنه إلى شرق الاردن سنة 1344هـ . واشتغل جندياً في الجيش العربي الأردني …
كان شاعر قوي يحبه شريف الاردن في ذلك الوقت ويجلسه عنده ويطلب منه مقارعة الشعراء ومحاورتهم .. وكان شعره يشوبه بعض الحزن والتحسر والتوجد وكان يتمنى ان يموت في مضارب قبيلته غامد التي فارقها ويتمنى دائما انه لم يخرج منها..
 وكانت وفاته تقريبا في نهاية النصف الاول من القرن الهجري الماضي رحمه الله…

أحمد يقول اسم الرجاجيل واحد = الاسم واحد و العقول اطوار‎
الاسم واحد والمعاني كثيره = مثل المعادن في يد البيطار‎
من له نظر ثاقب يميز طبوعهم = يفهم نوادرهم ولا يحتار‎
فيهم كما الفضة و فيهم جواهر = وفيهم تنك يبرق على الفخار‎
وفيهم كثير الهرج من غير معنى = وسط المجالس واحدٍ ثرثار‎
وفيهم كما الفولاذ لو قل زوله = زوله صغير و يرجح المقدار‎
وفيهم كما عود العشر حين صبوته = لو تمسكه بيدك يروح اكسار‎
فكر ترى عود العشر ما يجي عصا = ايضا و لا يشقى به النجار‎
وفيهم ثقيل الدم عله لصاحبه = عكاس و اعماله بدون اعيار‎
غصبٍ يجيب الضيق بينك و بينه = وليته لزلات الخوي صبار‎
تجنبه قدام لا تبتلي بهوان = ان كنت عاقل تدرك الاخبار‎
خله يلاقي له لعيبٍ يلاعبه = الجد بين الاحمقين عوار‎
واحد يضيف الميتين بساعته = واذا قعد يحمل سداد الثار‎
يغدي طريق و المطارد يطارده = ولا له عن ضيم الرجال فرار‎
امشي مع رجال يحفظ مقامك = عقب الجميلة يطلب المعذار‎
يا جاهل المعنى عليك بنصيحتي = اعمل بقولي و احفظ الاسرار‎
ترى الفنون مقسمه بين عشره= ما يدركهم الا واسع الافكار‎
الفن الاول عالمٍ تقتدي به = سلك طريق السادة الأبرار
شيخٍ حليمٍ يتبع العلم بالعمل = على رحابه تكثر الزوار‎
والثاني وجه الندى طيب النبا = سنه ضحوك و يكرم الخطار‎
تلقاه راضي النفس عجلٍ على القِرى = عبد الضيوف اكبارهم و صغار‎
والثالث قرمٍ يفك المشاكل = لا حد ما بين الرجال اخطار‎
رجال فكاك النشب حزة الطلب = ما يقبل الرشوه و لا يندار‎
هذاك مثل النور في ليلة الدجى = يسرى بنوره و الليالي اعكار‎
والرابع اللي ينذكر بالحرايب = لا صاح قدام الرجال وغار‎
رجلٍ مقدم يحب الشجاعه = يلطم غريمه باول المشوار‎
قرمٍ رخيص الروح من دون جاره = يستاهل البيضا عزيز الجار‎
لو لاش راسه موقفه موقف الكرم = إن كان ما هو باللقا غدار‎
إن كان ما يطعن على وضح النقا = تغشاه من شكل السواد أثار‎
سوق الشجاعه حقها بالمناحه = تنبيه و استعداد يا اهل الكار‎
والخامس اللي ما يجب لك فايده = يخلط و لا يربط كثير اهزار‎
اما عرفت امره يغرْك بقوله = يتوهك و يتوه الحضار‎
والسادس رجال ما يبعد الخطا = عايش على القله قليل اسفار‎
والسابع اللي ضيع العمر بالهوى = ترك علوم الطيبين و سار‎
خسر ثلاثٍ ما يعوض بغيرهن = لو عاش حتى تنشف الابحار‎
الاوله دينه و الثانيه شبته = و الثالثه ما يحصد الابذار‎
اما رجع لله بتوبه نصوحه = صحيفته تصبغ بلون القار‎
والثامن اللي كثر الله ماله = و اعطاه ربي كل ما يختار‎
ان كان من اهل الباديه يذكرونه = و الا يعد من اكبرْ التجار‎
لكن شوره ما يفارق حليلته = مهما تديره سُرع ما يندار‎
جبان لا يطعن و لا يندرق به = عايش ذليل ولا يجلّي العار‎
والتاسع اللي بالعرب يزرع النشب = شايف لسانه كنه المنشار‎
رماي ما بين الصديق و صديقه = من فتنة تغدي البلاد ادمار‎
والعاشر اللي حط بالحال مركزه = دايم و هو في بهذله و شجار‎
يجري على رزقه و لما يحوشه = حالاً يحول به على الخمار
واللي يضيع مربحه بالخساره = هذاك من دون الرجال حمار
والله لو ان الموت يجي بخاطري = لابيع من شكله كثير انفار‎
لابيع بألفين و الفين مثلهم = واشري بهم واحد بعيد اذكار‎
واحد يساوي الفين و الفين مثله = والحر ما ينباع بالشنار‎
لكن يا الربع المنايا مقسمه = ان المنايا تقصف الاعمار‎
يموت سيد القوم من بعد ميه = قلنا خساره و العمار قصار‎
والنذل لو يقصر بعمره منيته = قلنا يعوض تعبه الحفار‎
ذول الرجال الي شرحنا فنونهم = ولنا مع الجنس اللطيف مدار‎
أذمهم بالقول و امدح خيارهم = لا بد ما في الغانيات خيار‎
لا بد فيهم طيبات العناصر = بلسم للقلب الجريح جبار‎
خُضر النواصي و الادب يلحق النسب = ولا جاك من بعد القراح عكار‎
ويوم ايذكر بعضهن بخاطري = اقل عسى بعض النسا للنار‎
آه .. النسا مسكين من يامن النسا = لو يضحكن اضحوكهن قمار‎
ان جيتها بالضيق يلقاك دمعها = على عوارض خدها مدرار‎
ترضيك من غمزة و تلعب بعقلك = وتغديك لعبه في يدين صغار‎
عمارنا منهم و منهم دمارنا = ولا لنا عن ولفهن مطار‎
وعند هذا البيت قصرت قولي = وعندي لوصف الغانيات اسرار‎
الغامدي جاب المثل بالتجارب = لان التجارب تحسن الاشعار‎
من دار في الدنيا و عالج دروسها = ما يجهل المنصف من المكار‎
أنا الذي قاسيتها ما نسيتها = ادروس ما تخفى على الشطار‎
شربت من كاس الهنا في بلادي = وبعد الهنا جرعت كاس مرار‎
ومن بعدها فارقت قومي و عزوتي = واللي يغير ديرته بديار‎
تجيبه الايام غصبٍ بلا رضا = على هواها و الفلك دوار‎
ياما ليالي بت اساهر نجومها = حتى لحق ضو الصباح نهار‎
شايف نذير الموت خالط عوارضي = والشيب عند الغانمين وقار‎
يا الله يا مطلوب تغفر خطيتي = أنت العزيز الواحد القهار‎
واختم كلامي بالصلاه على النبي = طه التهامي كامل الانوار‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة في مدح الرسول (ص)... للشاعر فيصل سعد الغامدي

كالغيث جئت لتجلو غمة العربا              يا خير من جاء بين الخلق منتخبا اختارك الله للإسلام معتليا                     لهامة الدين وال...